شكي هي واحدة من أقدم المدن في أذربيجان. تم ذكرها في مصادر العصور الوسطى بأسماء مثل "شكي"، "شكا"، و"شكي". تقع المدينة على المنحدرات الجنوبية لجبال القوقاز الكبرى، وتُعد مركزًا لمنطقة شكي. تمتد أراضيها بين منحدرات الجبال الشمالية إلى وادي قانيخ–إيريتشاي، وإلى الجنوب في سهل آجي نوخور الجبلي. ترتفع أعلى نقطة في سلسلة القوقاز الكبرى إلى 3683 مترًا.
تتميز شكي بطبيعتها الخلابة وتنوعها البيولوجي. تنتشر فيها غابات البلوط والجوز والبندق، وتزدهر فيها الحياة البرية والنباتية. التربة متنوعة وتشمل البنية الجبلية البنية والرمادية. بفضل تراثها الثقافي والمعماري الفريد، تحوّلت شكي إلى واحدة من أهم وجهات السياحة في أذربيجان.
في الشتاء، تؤدي الكتل الهوائية المعتدلة والقطبية إلى طقس دافئ نسبيًا، بينما تتشكل الرياح المحلية بين الجبال والوديان في الصيف. وتحمي سلسلة جبال القوقاز المدينة من الرياح الباردة الشمالية، لذلك يبلغ متوسط درجة الحرارة في يناير 0.5 درجة مئوية، وفي الصيف تتراوح ما بين 20 إلى 25 درجة مئوية. متوسط درجات الحرارة السنوي هو 12 درجة مئوية.
يبلغ عدد سكان منطقة شكي 184,172 نسمة، منهم 68,360 في المناطق الحضرية، و115,812 في الريف.
أبرز معالم شكي:
قصر خان شكي
مطعم تشلابي خان
معبد دائري (كنيسة نُخا المقدسة الثلاثية)
قافلة يوكاري
معبد ألباني في كيش
مطبخ شكي:
عند ذكر مطبخ شكي، يتبادر إلى الذهن حلوى البقلاوة الشهيرة وطبق الـ "بيتي". كما تشمل المأكولات المحلية السكر المسلوق (نابات) و"بشفانغ" الحلو.

قصر خانات شاكي، المعروف أيضًا باسم قصر شاكي، هو قصر تاريخي يقع في مدينة شاكي بأذربيجان، ويعمل اليوم كمتحف. يقع القصر داخل محمية "يوخاري باش" الحكومية التاريخية والمعمارية، ويُعد من المعالم التاريخية والمعمارية ذات الأهمية العالمية.
بُني القصر في القرن الثامن عشر على الطراز الفارسي، ويقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة داخل أسوار القلعة. يتكون القصر من طابقين بطول 30 مترًا ومساحة إجمالية قدرها 300 متر مربع، ويضم 6 غرف، 4 ممرات، وشرفتين مزودتين بالمرايا.
تتميز واجهة القصر بنقوش فنية تمثل مشاهد الصيد والمعارك، إضافة إلى الزخارف النباتية والهندسية. في وسط الواجهة، توجد نافذة شبكية كبيرة مصنوعة من زجاج ملون، تم تثبيتها في إطارات حجرية بعناية فائقة.
يمثل القصر تحفة معمارية تمزج بين عناصر البناء الشعبي وسمات العمارة الملكية في القوقاز في القرن الثامن عشر، ويُعتبر من أجمل نماذج العمارة الإسلامية الشرقية. وقد أُدرج القصر مع المركز التاريخي للمدينة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
الرسوم الموجودة داخل القصر – مثل الطيور والحيوانات – لا تحاكي مشاهد سردية مستقلة، بل تتناغم مع الزخارف الزهرية لتكوين رؤية فنية شاملة.

تقع كنيسة نوخا المقدسة، المعروفة أيضًا باسم "الكنيسة المستديرة" أو "كنيسة نوخا الثلاثة القديسين"، داخل قلعة نوخا في مدينة شاكي، وهي تُعد معلمًا معماريًا ذا أهمية وطنية في أذربيجان. اليوم، يضم المبنى متحف الفنون التطبيقية الشعبية في شاكي.
الجزء الرئيسي من الكنيسة يغطيه قبة، ويختلف بناؤه من حيث الأسلوب المعماري ومواد البناء عن بقية الأبنية داخل القلعة، مما دفع بعض الباحثين إلى ربطه بعهد ألبانيا القوقازية القديمة. ومع ذلك، يرى خبراء من القرن العشرين أن معظم المباني داخل القلعة – باستثناء المسجد وقصر خان – تعود إلى الحقبة الروسية. كانت هذه الكنيسة الأرثوذكسية الوحيدة النشطة في شاكي منذ عام 1853 وحتى أوائل القرن العشرين.
تم بناء الكنيسة في الأصل من حجر الجير المصقول بشكل دائري، ثم أُضيفت إليها ملحقات من الحجارة والطوب من ثلاث جهات حتى أصبحت تأخذ شكل الصليب. تُظهر خريطة قلعة نوخا لعام 1853 هذا الشكل بوضوح.
لا تذكر الوثائق من عام 1819 وجود كنيسة داخل القلعة، لكنها تشير إلى وجود مبانٍ أخرى ربما لم تُسجّل تفصيلًا، لذلك لا يمكن التأكد من وجود الكنيسة في ذلك الوقت بناءً على تلك الوثائق.

كنيسة كيش، المعروفة أيضًا باسم كنيسة القديس إليسي، تقع في قرية كيش التابعة لمنطقة شاكي في أذربيجان. وتُعد واحدة من أقدم المعالم الأثرية المسيحية في منطقة القوقاز. وفقًا لبعض المؤرخين، فهي أول كنيسة مسيحية في القوقاز.
بحسب "تاريخ بلاد ألبانيا"، أُرسل القديس إليسي، شقيق الدين للمسيح، من قِبل يعقوب الرسول إلى ألبانيا للتبشير بالمسيحية. وبعد أن خدم في مناطق تشولا وأوتي، وصل إلى قرية "جيش" (كيش) وبنى هناك هذه الكنيسة. يعتقد بعض اللاهوتيين المعاصرين أن هذا الحدث وقع بعد عام 60 للميلاد بفترة قصيرة.
كانت الكنيسة في أوقات مختلفة تُستخدم من قبل كنائس ألبانية وجورجية وأرمنية. ويُقال إن الكنيسة الألبانية الرسولية هي واحدة من أقدم الكنائس في العالم المسيحي. وتؤكد المصادر القديمة أن أول كنيسة في ألبانيا بُنيت في قرية كيش.
في عام 1824، لم يُسجّل أي مسيحي في تعداد السكان في قرية كيش. وفي أوائل القرن العشرين، لم يكن هناك أي مسيحي في القرية أيضًا. وأفاد المؤرخ رشيد بيك أفندييف أن الأرمن من مدينة نوخا (شاكي حاليًا) استولوا على الكنيسة، وغطوا جدرانها بالجص والحديد، ما غيّر مظهرها التاريخي الأثري. كما أشار إلى أن الكنيسة تعود إلى زمن الحواريين، ودعا إلى إجراء حفريات حولها للحصول على نتائج قيّمة.